منتديات اسود العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اخلاص النية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abu alhija
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 513
العمر : 33
الموقع : الاردن
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

اخلاص النية Empty
مُساهمةموضوع: اخلاص النية   اخلاص النية I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 25, 2008 2:22 pm

أخي المسلم
أعلم رحمك الله : أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا
يتاب منها والمعصية
يتاب منها
.
ومعنى
أن البدعة لا يتاب منها : أي أن المبتدع
الذي يتخذ ديناً لم يشرعه الله ولا رسوله قد
زُيِنَ له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا
يتوب ما دام يراه حسناً لأن التوبة لا تكون إلا
عن علم بأن فعله سيئ ليتوب منه ، أو
بأنه ترك حسناً مأموراً به أمر إيجاب أو
استحباب ليتوب ويفعله فمادام يرى فعله حسنا
وهي سيئ في نفس الأمر فإنه لا يتوب نسأل الله
أن يوفقنا للتوبة النصوح
.
واعلم : أن مدار فساد القلوب
واستقامتها على أصلين : هما فساد العلم وفساد القصد فإذا فسد
العلم والقصد فسد
القلب وإذا صلح العلم والقصد صلح القلب فيجب علينا أن نحسن العلم
والقصد ونخلص النية
لله وحده حتى نحصل على ثمرة علمنا ونصل إلى الهدف المنشود الذي
نريده وهو الفوز
بالجنة والنجاة من النار ، وحتى لا نقع في مهاوي الطريق ونحن لا
نشعر بما وقعنا فيه .


فالإخلاص
: هو أن يقصد
العبد بعمله رِضَىَ ربه ويرجو ثوابه فلا يقصد
غرضا آخر من رئاسة أو جاه أو مال أو
غيرها .
*
والقصد
هو ما عقد عليه القلب وعزم على فعله بدون تردد فالقلب إذا كان
عالماً بالحق مريداً
للحق مقدماً له على غيره ، فهو القلب الحي الصحيح ، وإذا كان
بضد ذلك كله فهو القلب
الميت . أما إذا كان شاكاً في الحق مرتاباً فيه فهو القلب
المريض ، مرض الشبهات
والشكوك ، وإذا كان مريداً للشر ميالاً إلى المعاصي ، فهو
المريض مرض الشهوات ،
وأما إذا كان القلب فيه غِلاً أو حقداً على الخلق فهو المريض
بالغش وعدم النصح [2]
ولقد كانت القلوب موضع العناية التامة عند السلف الصالح لأنهم
يعلمون أنها كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت
صلح الجسد كله " .


وذلكلأنها مبدأ الحركات البدنية ،
والإرادات النفسانية ، فإن صدرت من القلوب إرادة
صالحة تحرك
البدن حركة طاعة وإن صدرت عنها إرادة فاسدة تحرك البدن حركة فاسدة فهو
كالملك
والأعضاء كالرعية ، ولا شك أن الرعية تصلح بصلاح الملك وتفسد بفساده ، وكان
واجباً
علينا أن نكون كما كان سلفنا في العناية بالقلوب لأن بها سعادتنا بإذن الله
وبها
شقاءنا
.



*
وينبغي
للعبد في
العبادات أن يكون له فيها نية مطلقة عامة ،
ونية خاصة مقيدة فأما النية العامة ،
فإنه يعقد بقلبه عزماً جازماً لا تردد فيه ، إن
جميع ما عمله من الأعمال الاعتقادية
والبدينة والمالية والقولية والمركبة من ذلك
مقصوده بها وجه الله والتقرب إليه وطلب
رضاه واحتساب ثوابه ، والقيام بما فرضه وأحبه
الله لعبده وأنه عبد مطلق يتصرف العبد
المملوك فهذه النية العامة التي تأتي على عقائد
الدين وأخلاقه وأعماله الظاهرة
والباطنة ، ينبغي أن يجددها في قلبه كل وقت
وحين ، لتقوى وتتم ويكمل الله للعبد ما
نقص من عمله ، وما أخل به وأغفله من حقوق
العبادات ، لعل الله تعالى أن يجزيه على
تلك النية الشاملة للدقيق والجليل من عمله
أجراً وثواباً عظيماً
.



*
ثم
بعد تحقيق هذا
الأصل الكبير الذي هو أساس الأعمال ، ينبغي
للعبد أن يتعبد الله بإخلاص في كل جزء
من أعماله ، فيستحضر بقلبه أن يعلمه لله
متقرباً به إليه ، راجياً ثوابه من الله
وحده ، لم يحمله على ذلك العمل غرض من الأغراض
سوى قصد وجه الله وثوابه ، ويسأل ربه
تعالى أن يحقق له الإخلاص في كل ما يأتي وما
يذر ، وأن يقوي إيمانه ويُخَلِّصه من
الشوائب المنقصة ، وبهذه النية الصادقة يجعل
الله البركة في أعمال العبد ويكون
اليسير منها بنية صالحة أفضل من الكثير الذي
بدون نية ثم إذا عرضت له العوارض
المنقصات ، كالرياء وإرادة تعظيم الخلق ،
فليبادر بالتوبة إلى الله ويصرف قلبه عن
هذه العوارض المنقصة لحال العبد التي لا تغني
عنه شيئاً ولا تنفعه نفعاً عاجلاً ولا
آجلاً .


ثمإذا حقق النية في العبادات ،
فليغتنم النية في المباحات والعادات ، وذلك بأمرين
:أحدهما
: أن ينوي أن كل مباح يشتغل به من أكل وشرب وكسوة ونوم وراحة
وتوابعها يقصد به
الاستعانة على طاعة الله والقيام بواجب النفس والأهل والعائلة
والمماليك ، ويقول :
اللهم ما رزقتني مما أحب من عافية وطعام وشراب ولباس ومسكن
وراحة بدن وقلب وسعة
رزق ، فإجعل ذلك خيراً لي ومعونة لي على ما تحبه وترضاه ،
وإجعل سعيي في تحصيل
القوت وتوابعه أداء للأمر وقياماً بالواجب واعترافاً بفضلك
ومنتك عليَّ ، فإني
أعلم أن الفضل فضلك والخير خيرك وليس لي حول ولا قوة ولا اقتدار
على شيء من منافعي
ودفع مضاري إلا بك فيتقرب إلى ربه بالاستعانة بالله في ذلك
وبالاعتراف بنِعَمِهِ
، ويقصد القيام بالواجب وباحتساب الأجر والثواب ، حتى يتحقق
فيه قوله صلى الله
عليه وسلم : " إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت
عليها حتى ما تجعله في
فيّ امرأتك
"
.



ثم
مع هذه النية العامة
التي تحيط بجميع مباحاته وعاداته فليستحضر عند
كل جزء من أجزاء عاداته تلك المقاصد
الجليلة ليكون قلبه على الدوام ملتفتاً إلى ربه
منيباً إليه خاشعاً له ومعظماً
وذاكراً له فى كل الأوقات ، ويكون اشتغاله بذلك
الجزء من عاداته مصحوباً بحسن القصد
ليتم له الأجر وتحصل له المعونة من الله وينزل
الله له البركة ويكون مباركاً أينما
كان .
وكذلك
إذا باشر حرثه أو صناعته أو مهنته التي يتعاطاها فليتصحب النية
الصادقة ، وليستعن
بربه في حركاته كلها ويرجو رزقه وبركته ، فإن الرجاء انتظار
الفضل من الله من أجل
عبادات القلب ، وأكبر الأسباب للبركة هذه النية الصادقة ، مع
التوكل على الله.


وليعلم
العبد أن الله
مسبب الأسباب وميسرها ، فإياك أن تعجب بنفسك
وحذقك وذكائك ، فإن هذا هو الهلاك
وإنما الكمال أن تخضع لربك وتكون مفتقراً إليه
مضطراً إليه على الدوام
.


ثم إنهلابد أن تكون الأمور على ما تحب
تارة وعلى ما تكره أخرى فإذا جاءتك على ما تحب
فأكثر من
حمد الله والثناء عليه وشكره لتبقى لك النِعَم وتنمو وتزداد ، وإذا أتتك
على
ما تكره فوظيفتك الصبر والتسليم والرضا بقضاء الله وتدبيره لتكون غانماً في
الحالتين
في يسرك وعسرك

.



يقول
الشاعر
:
نفوسالبرايا كالمطايا
يقودها إذا عودت في كل شيء تطاوع
فنفسك
عَودها خصالاً من التقي
و علم وآداب لها الزهد رابعوصبر
وشكر والتوكل والسخا و مع ورع فقر به العبد
قانعومع
عزلة ذكر وسابق توبة وخوف وعيد وهو في العفو طامع
وصدق
وإخلاص وحسن
استقامة و كن راضياً فيما بك الحق صانعاللهم
أرنا الحق حقاً وارزقنا اجتنابه
واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا
أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد
وعلى آله وصحبهاجمعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lionsarab.yoo7.com
 
اخلاص النية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اسود العرب :: الملتقيات الثقافية :: ملتقى الطلاب-
انتقل الى: