شهادة الزور هي إخبار مخالف للحقيقة تلفح وجه الفضيلة فتشوهه فسدة للخلق ، في أداءها إجتراء وافتراء على تعاليم الشرع الحنيف وهي دليل على ضعة النفس وحقارة الشأن وسبب من أسباب قطع وشائج المحبة ، ونقص عرا الأخوة ، وإيقاع العداوة والبغضاء ، وإحلال التدابر والتفرق مكان المحبة والاجتماع والرجال يوزنون بميزان الحق وشاهد الزور عدو للحق سند للباطل ، فلا مظهر من مظاهر الرجولة عنده فلا شرف ولا مروءة كتب على نفسه الخسة والنذالة والضياع والخسران وهو أكثر شراً وضرراً من الوساوس الخناس ، فشاهد الزور يزين الباطل ويشوه الحق ويضلل القاضي فيصبح الحق باطلاً والباطل حق وأن الذي يتأمل قضايا الناس في ساحات المحاكم يكتشف نمطاً من الناس لا يرعى في الله ذمة ، وقد أفلس من وازع الدين والضمير فلا حياء يردعه ، ولا ضمير يقمعه ، ولا عقل يمنعه ، أنك ترى أصحاب الذمم المطاطية التي تشتري بأبخس الأثمان فيتساهلون في أداء الشهادة أمام القاضي ويقسمون اليمين المغموس على صدق ما شهدوا به ،والشهادة ركيزة القاضي في إصدار أحكامه فمن أضرارها تضليل القاضي عن الحق والتسبب في الحكم بالباطل وكذلك تخليص المجرمين من عقوبة الجريمة مما يسبب للناس الرغبة في ارتكاب الجرائم وتشحن النفوس بالأحقاد وتثير العدوات وبسببها تنقطع الروابط والصلات بين الأفراد ، فقد تكون كلمة واحدة سبباً في إشعال فتنة أو ضياع أمة ، أو فقدان صديق أو فراق حبيب أو خسران دين فهي سلاح الباطل الوقح القدر الذي يغتصب حقوق الناس ، فكم من حق ضاع بشهادة زور ، وكم من أرواح أزهقت ظلماً بسبب شهادة زور وكم من أموال اغتصبت بشهادة زور وكم من دور أشعلت فيها النار وفي أهلها بشهادة زور خبيثة ملفقة .
إن شهادة الزور تقلب الموازين ، وتمسخ الحقائق ، فهي كذب فاضح وظلم جائر وانتزاع لحقوق الناس زورا وبهتانا وهي موجبة لدخول النار (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قضيت له من مال أخيه بغير حق فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من نار ) متفق عليه
إن شهادة الزور تعد من أكبر الكبائر حيث حذر المسلم من اقترافها ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبأكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) متفق عليه لذلك فليحذر المرء من أن يبيع آخرته بدنياه أو دنيا غيره وليتقي ربه عندما يطلب منه الإدلاء بشهادة ، فالحق أحق أن يتبع ، والصدق أجدر أن يشهد به ، وفي هذا مرضاة لله وتجاوب مع تعاليم دينه .
إن الضمير صوت من الأعماق يهتف بنا أن نكون دائماً مع الحق وفي خندقه صامدون فالحذر كل الحذر من قول الزور وغياب الضمير لأنه يترتب على ذلك سيل من المظالم والعداوات (قال الله تعالى :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )
نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة
موضوع: شهادة الزور مناقضه للاخلاق 
الثلاثاء مارس 11, 2008 7:50 am
